فصل: (باب الطاء والفاء وما يثلثهما)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: معجم مقاييس اللغة ***


‏(‏باب الضاد والزاء وما يثلثهما‏)‏

‏(‏ضزن‏)‏

الضاد والزاء والنون أصلٌ صحيحٌ واحدٌ يدلُّ على الضَّغْطِ والمزاحَمة‏.‏ يقولون للذي يُزاحِمُ أباه في امرأته‏:‏ ضَيْزَن‏.‏ قال أوس‏:‏‏

* فكلكم لأبيهِ ضَيزَنٌ سَلِفُ*‏

ويقال الضَّيْزَن‏:‏ العدوّ‏.‏ وإذا اتَّسع قَبُّ البَكَرة فضُيِّق بخشبةٍ فذلك هو الضَّيْزن‏.‏ والضَّيزن‏:‏ الذي يُزاحِم عند الاستقاء والإيراد‏.‏‏

‏(‏باب ما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله ضاد‏)‏

من ذلك الضِّرغام‏:‏ الأسد، فهذا منحوتٌ من كلمتين‏:‏ من ضغم، وضرم‏.‏ كأنَّه يلتهب حتَّى يَضْغَم‏.‏ وقد فسَّرنا الكلمتين‏.‏ ويقال ضَرْغَم الأبطالُ بعضُهم بعضاً في الحرب‏.‏

من ذلك ‏(‏الضُّبَارِك‏)‏ و‏(‏الضِّبْراك‏)‏، وهو الرّجلُ الضخْم‏.‏ وهذا مما زِيدت فيه الكاف، وأصله من الضَّبْر وهو الجمْع؛ وقد مضى‏.‏

ومن ذلك ‏(‏الضَّرْزَمة‏)‏، وهو شدّة العضّ‏.‏ وأفْعَى ‏(‏ضِرْزِمٌ‏)‏

‏:‏ شديدة العضّ‏.‏ وهذا مما زيدت فيه الميم، وهو من ضرز، وهو أن يشتدَّ على الشيء‏.‏ وقد فُسِّر‏.‏

ومن ذلك ‏(‏الضّفندد‏)‏، وهو الضَّخْم، والدال فيه زائدة‏.‏ وهو من الضفن‏.‏ ومنه ‏(‏الضِّبَطْر‏)‏، وهو الشديد‏.‏ وهي منحوتةٌ من كلمتين، من ضبط وضطر‏.‏

ومنه ‏(‏الضَّيْطَر‏)‏، وقد مضى ذكره‏.‏ ومنه ‏(‏الضُّبارِم‏)‏‏:‏ الأسد، والميم فيه زائدة، وهو من الضَّبر‏.‏ ومنه ‏(‏الضَّبْثَم‏)‏، وهو الشديد، وهو ممّا زِيدت فيه الميم، وهو من ضَبَث على الشيء، إِذا قَبَضَ عليه‏.‏

ومن ذلك ‏(‏الضَّبَغْطَى‏)‏‏:‏ كلمة يفزّع بها، وهو ممّا زِيدت فيه الباء، وهو من الضَّغْط‏.‏ ومن ذلك ‏(‏الضَّبَنْطَى‏)‏‏:‏ القويّ، وقد زيدت فيه النون، وهو من ضبط‏.‏ ومن ذلك ‏(‏المُضْرَغِطُّ‏)‏‏:‏ الضَّخم، والغضبان‏.‏ وهو أيضاً ممّا زيدت فيه الراء‏.‏ ومن ذلك ‏(‏الضِّرْسامة‏)‏ وهو اللئيم، والميم فيه زائدة، وهو من الضّرس‏.‏

ومما وُضِعَ وضعاً ولا أظنُّ له قياساً ‏(‏الضَّمْعَج‏)‏، وهو الضَّخمة من النوق، ولا يقال ذلك للبعير‏.‏ وامرأةٍ ضَمعجٌ‏:‏ ضخمة‏.‏

ومن ذلك ‏(‏الضُّغْبُوس‏)‏، وهو الرَّجُل الضَّعيف‏.‏ قال جرير‏:‏

قد جَرّبت عَرَكِي في كلِّ مُعْتَرَكٍ*** غُلْبُ الليوث فما بالُ الضَغابيسِ

والضَّغابيس‏:‏ صِغار القِثّاء، وفي الحديث‏:‏ ‏"‏أنَّه أُهديت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ضَغَابيس‏"‏‏.‏ والسين فيه زائدة، والدليل على ذلك قولُهم للذي يأكلها كثيراً ضَغِْبٌ‏.‏

ومن ذلك ‏(‏اضمحلَّ‏)‏ الشَّيء‏:‏ ذهب‏.‏ واضمحلَّ السحاب‏:‏ تقشع‏.‏

ومن ذلك ‏(‏الضِّفْدِع‏)‏، وهي معروفة‏.‏ ومن ذلك ما رواه الكسائيّ‏:‏ ‏(‏اضبَأكّت‏)‏ الأرض و‏(‏اضمأكّت‏)‏، إِذا خَرَجَ نَبْتُها‏.‏

ومن ذلك ‏(‏الضِّئبِل‏)‏، وهي الدَّاهية‏.‏*ويقال ‏(‏اضْفَأَدَّ‏)‏

، إِذا انتفخَ من الغضب، اضفئداداً‏.‏ والله أعلم‏.‏

‏(‏تم كتاب الضاد‏)‏‏.‏

كتاب الطاء

‏(‏باب الطاء في المضاعف والمطابق‏)‏

‏(‏طع‏)‏

الطاء والعين ليس بشيء‏.‏ فأمَّا ما حكاه الخليل، من أن الطَّعطعة حكاية صوت اللاطع فليس بشيء‏.‏

‏(‏طف‏)‏

الطاء والفاء يدلُّ على قِلّةِ الشيء‏.‏ يقال‏:‏ هذا شيءٌ طفيف‏.‏ ويقال‏:‏ إِناءٌ طَفَّانُ، أي ملآن‏.‏ والتَّطْفِيف‏:‏ نقص المكيال والميزان‏.‏ قال بعض أهل العلم‏:‏ إِنّما سمِّي بذلك لأنَّ الذي ينقصه منه يكون طفيفاً‏.‏ ويقال لِمَا فوق الإِناء الطَِّفَاف والطُّفافة‏.‏ فأمَّا قولهم‏:‏ طفّفت بفلانٍ موضعَ كذا، أي رفعتُهُ إليه وحاذيته‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ‏"‏طَفَّفَ بي الفرسُ مسجدَ بني فلان‏"‏ فإنَّه يريد وثَب حتى كاد يساوي المسجد ـ فهذا على معنى التشبيه بطَفاف الإناء وطَفافته‏.‏ والقياس واحد‏.‏

ومما شذَّ عن الباب قولهم‏:‏ أطفَّ فلانٌ بفلان، إذا طَبَن له وأراد ختله‏.‏ ومنه استطفَّ الأمرُ، إِذا أمكنَ وأُكْمِلَ، وهذا من باب الإبدال، وقد ذكر في بابه‏.‏

‏(‏طل‏)‏

الطاء واللام يدل على أصولٍ ثلاثة‏:‏ أحدها غضاضة الشَّيء وغضارَته، والآخَر الإشراف، والثالث‏:‏ إِبطال الشَّيء‏.‏

فالأول الطّلّ‏:‏ وهو أضعف المطر، إِنّما سمِّي به لأنَّه يحسِّن الأرض‏.‏ ولذلك تسَمّى امرأة الرَّجل طَلّته‏.‏

قال بعضهم‏:‏ إنَّما سمِّيت بذلك لأنَّها غضّةٌ في عينه ‏[‏كأنّها‏]‏ طَلّ‏.‏ ومن الباب في معنى القلَّة، وهو محمولٌ على الطّلّ، قولهُم‏:‏ ما بالنّاقة طُلّ، أي ما بها لبن، يراد ولا قليلٌ منه‏.‏ وضُمَّت الطاء فرقاً بينه وبين المطر‏.‏

والباب الآخر‏:‏ الطّلَل، وهو ما شَخَص من آثار الديار‏.‏ يقال لِشَخْصِ الرَّجل طَلَلُهُ‏.‏ ومن ذلك أَطَلَّ على الشَّيء، إذا أَشْرَفَ‏.‏ وطَلَل السَّفِينة‏:‏ جِلالها، والجمع أطلال‏.‏ ويقال‏:‏ تَطَالَلْت، إِذا مددتَ عنقَكَ تنظُرُ إلى الشيءِ يبعُد عنك‏.‏ قال‏:‏

كَفَى حَزناً أنِّي تطاللت كي أرَى*** ذُرى عَلَمَيْ دَمْخٍ فما يُريَانِ

وأمّا إبطال الشيء فهو إطلال الدِّماء، وهو إبطالها، وذلك إِذا لم يطلب لها‏.‏ يقال طُلَّ دمه فهو مطلول، وأُطِلّ فهو مُطَلّ، إِذا أُهْدِر‏.‏

ومما شذَّ عن هذه الأصول، وما أدري كيف صحّته قولهم‏:‏ إنَّ الطِّلَّ‏:‏ الحيَّة‏.‏ والطَّلاَطِلَة‏:‏ داءٌ يأخذ في الصُّلْب‏.‏

‏(‏طم‏)‏

الطاء والميم أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على تغطيةِ الشَّيءِ للشَّيءِ حتى يسوّيهِ به، الأرض أو غيرها‏.‏ من ذلك قولهم طمَّ البئر بالتراب‏:‏ ملأها وسَوَّاها‏.‏ ثم يحمل على ذلك فيقال للبحر الطِّمُّ، كأنَّه طَمَّ الماءُ ذلك القرار‏.‏ ويقولون‏:‏ ‏"‏له الطِّمّ والرِّم‏"‏‏.‏ فالطِّمّ‏:‏ البحر، والرِّمّ الثَّرَى‏.‏ ومن ذلك قولهم‏:‏ طَمَّ الأمر، إِذا علا وغَلَبَ، ولذلك سُمِّيت القيامة‏:‏ الطَّامَّة‏.‏ فأمَّا قولهم‏:‏ طَمَّ شَعَره، إذا أخذَ منه، ففيه معنى التَّسويَة وإنْ لم يكن فيه التغطية‏.‏

ومن الباب‏:‏ الطِّمْطِم‏:‏ الرجل الذي لا يُفصح، كأنَّه قد طُمَّ كما تُطَمّ البئر‏.‏ ومما شذَّ عن هذا الأصل شيءٌ ذكرهُ ابنُ السكّيت، قال‏:‏ يقال طَمَّ الفرسُ إذا عَلا‏.‏ وطمَّ الطّائرُ إذا علا الشجرة‏.‏

‏(‏طن‏)‏

الطاء والنون أصلٌ يدلُّ على صوت‏.‏ يقال‏:‏ طنَّ الذباب طنيناً‏.‏ ويقولون‏:‏ ضرب يدَه فأطنّها، كأنَّه يُراد به صوتُ القَطْع‏.‏

ومما ليسَ عندي عربياً قولهم للحُزمة من الحطب وغيرِه‏:‏ طُنّ‏.‏ ويقولون‏:‏ طَنَّ، إذا مات، وليس بشيء‏.‏

‏(‏طه‏)‏

الطاء والهاء كلمةٌ واحدةٌ‏.‏ يقال للفرسِ السريع‏:‏ طَهطاهٌ‏.‏

‏(‏طأ‏)‏

الطاء والهمزة، وهو يدلُّ على هَبْط شيءٍ‏.‏ من ذلك قولهم‏:‏ طأطأ رأسَه‏.‏ وهو مأخوذٌ*من الطَّأْطاءِ، وهو منهبطٌ من الأرض‏.‏ وهو في قول الكُميت‏.‏

‏(‏طب‏)‏

الطاء والباء أصلان صحيحان، أحدهما يدلُّ على عِلمٍ بالشيء ومَهارَةٍ فيه‏.‏ والآخر على امتدادٍ في الشيء واستطالة‏.‏

فالأول الطِّبّ، وهو العلم بالشيء‏.‏ يقال رجلٌ طَبٌّ وطبيب، أي عالم حاذق‏.‏ قال‏:‏

فإنْ تسألوني بالنِّسَاءِ فإنّني*** بصيرٌ بأدواء النِّساءِ طبيب

ويقال فحلٌ طَبٌّ، أي ماهر بالقِرَاع‏.‏ ويقال للذي يتعهّد موضِعَ خُفِّه أَينَ يَطَأُ به‏:‏ طَبٌّ أيضاً‏.‏ ولذلك سمِّيَ السِّحْر طِبّاً؛ يقال مطبوب، أي مسحور‏.‏ قال‏:‏

فإنْ كنت مطبوباً فلا زِلْت هكذا*** وإِنْ كُنت مسحوراً فلا برأ السِّحرُ

وأمَّا الذي يقال في قولهم‏:‏ ما ذاك بِطِبِّي، أي بدهري، فليس بشيء، إِنَّما معناهُ ما ذاك بالأمر الذي أَمْهَرُه، ما ذاك بالشيء الذي أقتلُهُ علماً، كما جاء في الحديث‏:‏ ‏"‏فما طهوي إذاً‏"‏‏.‏ وقد ذكرناه في بابه‏.‏

وأمَّا الأصل الآخَر‏:‏ فالطِّبَّة‏:‏ الخِرْقَة المستطيلة من الثَّوب، والجميع طِبَب‏.‏ وطِبَب شُعاع الشَّمْس‏:‏ الطَّرَائق الممتّدة تُرَى فيها حين تطلُع‏.‏ والطِّبابة‏:‏ السَّير بين الخُرْزَتين‏.‏ والطِّبّة‏:‏ مستطيل من الأرض دقيقٌ كثير النَّبات‏.‏

ومن ذلك قولُهم‏:‏ تلقَى فلاناً عن طِبَبٍ كثيرةٍ، أي ألوان كثيرة‏.‏

‏(‏طث‏)‏

الطاء والثاء ليس بشيء‏.‏ ويزعمون أنّ الطَّثَّ لُعْبَةٌ بِخشبةٍ تدعى المِطَثَّة‏.‏

‏(‏طح‏)‏

الطاء والحاء قريبٌ من الذي قبله على أنّهم يقولون‏:‏ الطَّحُّ‏:‏ أن تسحَجَ الشيء بِعَقِبك‏.‏ ويقال طَحْطَح بهم، إِذا بَدّدهم‏.‏ وطَحْطَحَهم‏:‏ غَلَبَهم‏.‏

‏(‏طخ‏)‏

الطاء والخاء ليس ‏[‏له‏]‏ عندي أصلٌ مطرد ولا منقاس‏.‏ وقد ذُكِرَ عن الخليل‏:‏ طَخْطَخَ السَّحابُ‏:‏ انضمَّ بعضه إلى بعض‏.‏ والطَّخْطخة‏:‏ تسوية الشَّيء‏.‏ وهذا إِنَّما يُحتاج في تصحيحه إلى حُجّة، فأمَّا الحكاية في هذا الباب فيقال إنّ الطّخْطَخَة الضَّحك؛ والحكايات لا تُقاس‏.‏

ومما يقرب من هذا في الضَّعف قولهم‏:‏ إنَّ المتطَخطِخ‏:‏ الضعيف البصر‏.‏ وقالوا أيضاً‏:‏ والطُّخوخ‏:‏ سوء الخُلُق والشَّراسَة‏.‏

‏(‏طر‏)‏

الطاء والراء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على حِدّة في الشيء واستطالةٍ وامتدادٍ من ذلك قولهم‏:‏ طرَّ السِّنَان، إِذا حدّده‏.‏ وهذا سنان مطرور، أي محدَّد‏.‏ ومن الباب الرّجل الطَّرير‏:‏ ذو الهَيْئَة، كأنَّه شيءٌ قد طُرَّ وجُلِيَ وحُدِّدَ‏.‏ قال‏:‏

ويُعجِبك الطّريرُ فتبتليه*** فيُخلِفُ ظنَّك الرجلُ الطّريرُ

ومن الباب فَتَىً طارٌّ‏:‏ ط‍رَّ شاربُهُ‏.‏ والطُّرَّةُ‏:‏ كُفّة الثَّوب‏.‏ ويقال‏:‏ رمى فأطَرَّ، إِذا أنفَذ‏.‏ وكلُّ شيء حُسِّن فقد طُرَّ، حتى يقال طَرّ حوضَه، إذا طيّنه‏.‏ والطُّرَّة من الغيم‏:‏ الطريقة المستطيلة‏.‏ والخُطَّة السّوداء على ظهر الحمار طُرَّة‏.‏ وطُرَّة النهر‏:‏ شَفيرُه‏.‏ وطَرَّ النّبتُ، إِذا أنبت؛ وهو مِنْ طَرّ شاربُهُ‏.‏ قال‏:‏

منّا الذي هو ما إنْ طَرَّ شاربُهُ*** والعانسون ومنّا المُرْدُ والشِّيبُ

فأمَّا الطَّرّ الذي في معنى الشَّلّ والطَّرد، فهو من هذا أيضاً؛ لأنَّ مَنْ طرد شيئاً وشَلّه فقد أَذْلَقه حتى يحتدّ في شَدِّهِ وعَدْوِه‏.‏ فأمَّا قول الحطيئة‏:‏

غَضِبْتُم علينا أن قتلْنا بخالدٍ*** بني مالِكٍ ها إنَّ ذا غَضَبٌ مُطِرّ

فقال أبو زيد‏:‏ الإطرار الإِغراء‏.‏ وهذا قريبُ القِياسِ من الباب، لأنَّه إِذا أغراه بالشَّيءِ فقد أَذْلَقه وأحدَّه‏.‏ وقال آخَرون‏:‏ المُطِرُّ‏:‏ المدِلّ‏.‏ والأوّل أحسن وأقيس‏.‏ ويقال الغضب المطرّ الذي جاء من أطرار الأرض، أي هو غضب لا يُدرى من أين جاء‏.‏ وهو صحيح؛ لأنَّ أطرار الأرض أطرافها وطرف كلِّ شيءٍ‏:‏ الحادّ منه‏.‏

‏(‏طس‏)‏

الطاء والسين ليس أصلاً‏.‏ والطَّسُّ لغةٌ في الطَّسْت‏.‏

‏(‏طش‏)‏

الطاء والشين أُصَيلٌ يدلُّ على قِلّةٍ في مَطَر، ويجوز أن يُستعار في غيرهِ أصلاً‏.‏ من ذلك الطّشّ، وهو المطر الضَّعيف‏.‏ وقال رؤبة‏:‏

* ولا نَدَى وَبْلِكَ بالطَّشيشِ*

والله أعلم بالصواب‏.‏

‏(‏باب الطاء والعين وما يثلثهما‏)‏

‏(‏طعم‏)‏

الطاء والعين والميم أصلٌ مطَّرد منقاسٌ في تذوُّقِ الشَّيء‏.‏ يقال طَعِمْتُ الشيءَ طَعْماً‏.‏ والطَّعام هو المأكول‏.‏ وكان بعضُ أهلِ اللّغةِ يقول‏:‏ الطَّعام هو البُرُّ خاصّة، وذكر حديث أبي سعيد‏:‏ ‏"‏كُنّا نُخرج صدقةَ الفِطر على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، صاعاً من طعامٍ أو صاعاً من كذا‏"‏‏.‏ ثم يُحمَلُ على باب الطعام استعارةً ما ليس من باب التذوُّق، فيقال‏:‏ استطعَمَني فلانٌ الحديثَ، إذا أرادكَ على أن تحدِّثه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ‏"‏إذا استطعَمَكم الإمامُ فأطْعِمُوه‏"‏، يقول‏:‏ إذا أُرْتِجَ عليه واستَفْتَح فافتحُوا عليه‏.‏ والإطعام يقع في كل ما يُطعَم، حتَّى الماء‏.‏ قال الله تعالى‏:‏‏{‏وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي‏}‏ ‏[‏البقرة 249‏]‏‏.‏ وقال عليه السلام في زمزم‏:‏ ‏"‏إنّها طَعامُ طُعْم، وشِفاء سُقْم‏"‏، وعِيب خالدُ بن عبد الله القسريّ بقوله‏:‏ ‏"‏أطعِمُوني ماءً‏"‏، وقال ‏[‏بعضهم‏]‏ في عيبه بذلك شعراً، وذلك عندنا ليس بعيب، لما ذكرناه‏.‏ ويقال رجلٌ طاعم‏:‏ حسن الحال في المَطْعَم‏.‏ وقال الحُطيئة‏:‏

دَعِ المَكارمَ لا تَرْحَلْ لِبُغْيَتِها*** واقْعُدْ فإنّك أنتَ الطَّاعُم الكاسِي

ورجلٌ مِطْعامٌ‏:‏ كثير القِرَى‏.‏ وتقول‏:‏ هو مُطعَم، إذا كان مرزوقاً‏.‏ والطُّعْمة‏:‏ المأكُلة‏.‏ وجَعَلْتُ هذه الضيعة لفلانٍ طعمة‏.‏ فأما قول ذي الرُّمّة‏:‏

وفي الشِّمال من الشِّريان مُطعمة*** كبداءُ في عَجْسِها عطفٌ وتقويمُ

فإنَّه يروى بفتح العين ‏"‏مُطعَمة‏"‏‏:‏ أنَّها قوسٌ مرزوقة‏.‏ ويروى‏:‏ ‏"‏مُطعِمة‏"‏، فمن رواها كذا أراد أنّها تُطعِمُ صاحبَها الصَّيد‏.‏

ويقال للإصبع الغليظة المتقدِّمة من الجارحة مُطعِمة؛ لأَنَّها تُطعمه إذا صادَ بها‏.‏ ويقولون إنَّ المطَعَّم من الإبل‏:‏ الذي يوجد في مُخِّه طَعم الشحم من السِّمَن‏.‏ ويقال للنَّخلة إذا أدركَ ثمرُها‏:‏ قد أطعَمَتْ‏.‏ والتَّطعُّم‏:‏ التذوُّق‏.‏ يقال‏:‏ ‏"‏تَطَعَّمْ تَطْعَم‏"‏، أي ذُق الطعام تشتَهِهِ وتأكُلْه‏.‏ ويقال‏:‏ فلانٌ خبيث الطُّعمة، إذا كان رديء الكسب‏.‏ ويقال‏:‏ اُدْنُ فاطْعَم، فيقول‏:‏ ما بي طُعْم، كما يقال من الشَّراب‏:‏ ما بي شُرْب‏.‏ ويقال شاةٌ طَعوم، إذا كان فيها بعضُ السِّمن‏.‏

‏(‏طعن‏)‏

الطاء والعين والنون أصلٌ صحيحٌ مطَّرد، وهو النَّخْس في الشَّيءِ بما يُنْفِذُهُ، ثمّ يُحْمَل عليه ويستعار‏.‏ من ذلك الطَّعْن بالرُّمح‏.‏ ويقال تطاعن القوم واطَّعَنوا، وهم مطاعينُ في الحرب‏.‏ ورجلٌ طَعّان في أعراض الناس‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ‏"‏لا يكون المؤمن طعَّاناً‏"‏، وحَكَى بعضُهم‏:‏ طعنتُ في الرَّجُل طَعَناناً لا غير، كأنَّهُ فَرَقَ بينه وبين الطَّعَن بالرُّمح‏.‏ وقال‏:‏

وأَبَى ظاهرُ الشَّناءَةِ إلاَّ*** طَعَناناً وقولَ ما لا يُقالُ

وطعن في المفازة‏:‏ ذهب‏.‏ وقال بعضهم‏:‏ طعن بالرُّمح يطعُن بالضمِّ، وطعن بالقول يطْعَن، فتحاً‏.‏

‏(‏باب الطاء والغين وما يثلثهما‏)‏

‏(‏طغي‏)‏

الطاء والغين والحرف المعتل أصلٌ صحيح منقاس، وهو مجاوَزَة الحدِّ في العِصيان‏.‏ يقال هو طاغٍ‏.‏ وطَغَى السّيلُ، إذا جاء بماءٍ كثير‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّا لَمَّا طَغَى الماءُ‏}‏ ‏[‏الحاقة 11‏]‏، يريد والله أعلم خروجَه عن المقدار‏.‏ وطَغَى البحر‏:‏ هاجت أمواجُه‏.‏ وطغى الدَّمُ‏:‏ تبيَّغَ‏.‏ قال الخليل‏:‏ ‏"‏الطُّغْيان والطُّغْوان لغة‏.‏ والفعل منه طَغَيْتُ وطَغَوت‏.‏‏

وممّا شذَّ عن هذا الأصل قولهم إنَّ الطَّغْيَة‏:‏ الصَّفاة المَلْساء‏.‏‏

‏(‏طغم‏)‏

الطاء والغين والميم كلمةٌ ما أحسبها من أصل كلام العرب‏.‏ يقولون لأوغاد الناس‏:‏ طَغَام‏.‏‏

‏(‏باب الطاء والفاء وما يثلثهما‏)‏

‏(‏طفق‏)‏

الطاء والفاء والقاف كلمةٌ صحيحة‏.‏ يقولون‏:‏ طفِقَ يفعل كذا كما يقال ظلَّ يفعلُ‏.‏ قال اللهُ تعالى‏:‏ ‏{‏فَطَفِقَ مَسْحَاً بالسُّوقِ والأعناقِ‏}‏ ‏[‏ص 33‏]‏، ‏{‏وَطَفِقا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ‏}‏ ‏[‏الأعراف 22‏]‏‏.‏

‏(‏طفل‏)‏

الطاء والفاء واللام أصل صحيحٌ* مطّرد، ثم يقاس عليه، والأصل المولود الصغير؛ يقال هو طِفْلٌ، والأنثى طِفلة‏.‏ والمُطْفِل‏:‏ الظَّبْية معها طِفْلُها‏.‏ وهي قريبة عهدٍ بالنِّتاج‏.‏ ويقال طَفَّلْنا إبلَنا تطفيلاً، إذا كان معها أولادُها فرفَقْنا بها في السَّير‏.‏ فهذا هو الأصل‏.‏ ومما اشتُقَّ منه قولهم للمرأة الناعمة‏:‏ طَفْلة، كَأنَّها مشبَّهة في رُطوبتها ونَعمتها بالطِّفلة، ثم فرق بينهما بفتح هذه وكسر الأولى‏.‏ ومن الباب أو قريب منه‏:‏ طِفْل الظَّلام، وهو أوَّلُه، وإِنَّما سمِّيَ طِفلاً لقلَّته ودقته؛ وذلك قبل مجيء مُعظَم الليل‏.‏ قال لبيد‏:‏

فتدلَّيْتُ عليه قافلاً*** وعلى الأرضِ غَياياتِ الطَّفَلْ

ويقال‏:‏ طَفَلَ اللَّيل‏:‏ أقبل ظلامُهُ‏.‏ وأمَّا قول القائل‏:‏

* لوَهْدٍ جادَه طَفَلُ الثُّريّا*

‏(‏طفو‏)‏

الطاء والفاء والحرف المعتل أصلٌ صحيح، وهو يدلُّ على الشَّيء الخفيف يَعلُو الشَّيء‏.‏ من ذلك قولهم طَفَا الشَّيءُ فوق الماء يطفو طَفْوَاً وطُفُوَّاً، إذا علاهُ ولم يرسُب، وحتَّى يقولوا‏:‏ طَفَا الثَّور فوقَ الرَّمْلة‏.‏

ومن الباب‏:‏ الطُّفْية، وهي خُوصة المُقْلِ، وسمِّيت بذلك لأنها تَعظم حتى تغطِّيَ الشجرة‏.‏ وفي كتاب الخليل‏:‏ الطُّفْية‏:‏ حيَّة خبيثة‏.‏ وهذا عندنا غلطٌ إنما الطُّفية خُوصة المقل، والجمع طُفْيٌ، ثم يشبَّه الخطُّ الذي على ظهرِ الحيَّة بها‏.‏ وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الحيَّات‏:‏ ‏"‏اقتلوا ذا الطُّفْيَتَيْنِ والأَبْتَر‏"‏‏.‏ ألا تَراهُ جعله ذا طُفيَتَيْنِ، لأنَّهُ شبَّهَ الخطَّينِ اللذين على ظهره بذلك‏.‏ وقال الهُذَ ليّ في الطُّفْي‏:‏

عفت غيرَ نُؤْيِ الدارِ ما إنْ تُبينُه*** وأقطاعِ طُفْيٍ قد عفَتْ في المعاقِلِ

فأمَّا قولُ القائل‏:‏

* كما تَذِلُّ الطُّفَى مِنْ رُقْيَةِ الرَّاقي*

فإنه أراد ذوات الطُّفَى‏.‏ والعرب قد تتوسَّع بأكثر من هذا‏.‏ كما قال‏:‏

* إذا حملتُ بِزَّتِي على عَدَسْ*

أراد‏:‏ على التي يقال لها عَدَسْ؛ وذلك زْجرٌ للبغال‏.‏

فإذا هُمِزَت كان في معنى آخر، يقال طَفِئَت النار تَطْفَأُ، وأنا أطفَأْتُها‏.‏ فأمَّا الطَّفاء مثل الطَّخاء، وهو السَّحابُ الرَّقيقِ، فهو من الباب الأول، كأنَّه شيءٌ يطفو‏.‏

‏(‏طفح‏)‏

الطاء والفاء والحاء‏.‏ وهو شبيهٌ بالباب الذي قبله‏.‏ يقال الطُّفَاحة‏:‏ ما طَفَحَ فوق الشَّيءِ يُطْبَخُ من زُبْدٍ أو غيره، ثمَّ يُحْمَلُ عليهِ فيسمَّى كلُّ شيءٍ عَلاَ شيئاً فغطَّاهُ طافحاً‏.‏ يقال طَفَحَ النهرُ‏:‏ امتلأ‏.‏ طَفَحَ السَّكرانُ من ذلك، فهو طافح‏.‏ وطفَّحت الرِّيح القُطنةَ في الهواء، إذا سطعَت بها‏.‏

‏(‏طفر‏)‏

الطاء والفاء الراء كلمةٌ صحيحةٌ، يقال طَفَر‏:‏ وثَب‏.‏

‏(‏طفس‏)‏

الطاء والفاء والسين، يقولون طفس‏:‏ مات، والطَّفَس الدَّرَن‏.‏

‏(‏طفن‏)‏

الطاء والفاء والنون ليس بشيء‏.‏ على أنهم يقولون‏:‏ الطُّفَانِيَة نعتُ سَوءٍ في الرّجل والمرأة‏.‏ والله أعلم بالصواب‏.‏

‏(‏باب الطاء واللام وما يثلثهما‏)‏

‏(‏طلم‏)‏

الطاء واللام والميم أصلٌ صحيحٌ، وهو ضَربُ الشَّيءِ بِبَسْط الشيء المبسوط‏.‏ مثال ذلك الطَّلْم، وهو ضَربُكَ خُبْزَة المَلَّة بيدك تنفُضُ ما عَليها من الرَّماد‏.‏ وما أقرَبَ ما بين الطّلْم واللَّطْم‏.‏ والدَّليلُ على ذلك قول حسّان‏:‏

* تُطَلِّمهن بالخُمُر النِّساءُ*

فإنَّ ناساً يرونه كذا، وآخرونَ يرونه‏:‏ ‏"‏تلطِّمُهنَّ‏"‏‏.‏ وذلك دليلٌ على أن المعنى واحد‏.‏ ويقال إنَّ الطلْمة الخُبْزَة، وإِنِّما سمِّيت بذلك تُلْطَم‏.‏

‏(‏طله‏)‏

الطاء واللام والهاء ليس عندي بأصل يفرع منه، ولا قياسه بذلك الصَّحيح، لكنهم يقولون‏:‏ طَلَهَ في البلاد، إذا ذهب، يَطْلَه طَلْهاً‏.‏ ويقولون الطُّلْهة‏:‏ القليل من الكلام‏.‏ ويقال الطُّلْهة‏:‏ الأسمال من الثِّياب؛ يقال‏:‏ تَطَلَّهْ هذا ‏[‏الخَلَق‏]‏ حَتَّى تَسْتَجِدَّ غيرَه‏.‏

‏(‏طلي‏)‏

الطاء واللام والحرف المعتل أصلان صحيحان، أحدهما يدلُّ على لطْخ شيءٍ بشيءٍ، والآخر على شيءٍ صغيرٍ كالولدِ للشَّيءِ‏.‏

فالأوَّلُ طَليْتُ الشَّيءَ بالشَّيء،* أَطْليه‏.‏ ‏[‏واطَّليتُ‏]‏ بالشَّيءِ أَطَّلِي به‏.‏ والطِّلاء‏:‏ جنسٌ من الشَّراب، كأنَّه ثَخُنَ حتَّى صارَ كالقَطِران الذي يُطلى به‏.‏ والمِطلاء‏:‏ أرضٌ مِئْناثٌ، والجمع المَطَالِي، وهو من القِياس وذلك أنَّها قد طُليتْ بشيءٍ حتَّى لانت‏.‏

ومن الباب‏:‏ كلامٌ لا طَلاَوَةَ لَـه، إذا كان غثّاً، كأنَّه إذا كان خلاف ذلك فقد طُلِيَ بشيءٍ يُحلِّيهِ‏.‏ وبأسنانهِ طَلِيٌّ وطِلْيَانٌ‏.‏ وقد طَلِيَ فوه يَطْلَى طَلاً، وهي الصُّفْرَة، كأنها طُلِيَتْ به‏.‏

والأصل الآخر الطِّلْوَة‏:‏ ولد الوحشيّة الأنثى، والذكر طِلاً‏.‏ ويقولونَ الطِّلْو‏:‏ الذِّئْب، ولعله أن يكون ولده؛ لما ذكرناه‏.‏

ثم يَشتَقّ من هذا فيقال للحبْل الذي يشدُّ به الطِّلاَ طِلْوَة‏.‏ كذا قال ابن دريد‏.‏ فأمَّا أحمد بن يحيى ثعلب فأنشدني عنه القَطَّان‏:‏

ما زال مذْ قُرِّف عنه جُلَبُه*** له من اللّؤم طَلِيٌّ يجْذبُه

قال الفرّاء‏:‏ طَلَيْتُ الطِّلا وطَلَوْتُهُ، إِذا ربطتَهُ بِرِجْله‏.‏

وقد بقي في الباب ما يبعُد عن هذا القِياس، إلاَّ أنَّهُ في بابٍ آخر‏.‏ قال الشَّيباني‏:‏ الطّلاَ‏:‏ الشَّخص؛ يقال إنَّه لجميل الطَّلا‏.‏ وأنشد‏:‏

وخدٍّ كمَتْنِ الصُّلَّبيِّ جَلَوْتَه*** جميلِ الطَّلاَ مستشرِبِ الوَرْسِ أكحلِ

فهذا إن صحَّ فهو عندي من الإِبدال، كأنَّه أراد الطَّلَل ثم أبدل إحدى اللامين حرفاً معتلاً‏.‏ وهو من باب‏:‏ ‏"‏تقضِّي البَازِي‏"‏ وليس ببعيد‏.‏ ومنه أيضاً الطُّلْيَة والجمع الطُّلَى‏:‏ الأعناق‏.‏ وإنَّما سمِّيت كذا لأنَّها شاخصةٌ، محمولة على الطَّلا الذي هو الشَّخْص‏.‏

‏(‏طلب‏)‏

الطاء واللام والباء أصلٌ واحد يدلُّ على ابتغاء الشَّيء‏.‏ يقال طلبتُ الشيء أطلبه طَلَبَاً‏.‏ وهذا مَطْلَبِي، وهذه طَلِبَتِي‏.‏ وأَطلبتُ فلاناً بما ابتغاهُ، أي أسعفته به‏.‏ وربما قالوا أَطْلَبْتُهُ، إذا أحوجتَهُ إلى الطَّلَب‏.‏ وأَطْلَبَ الكلأ‏:‏ تباعد عن الماء، حتّى طلبه القوم، وهو ماء مُطْلِب‏.‏ قال ذو الرّمّة‏:‏

‏[‏أَضَلَّهُ راعيا كَلْبيَّةٍ صَدَرَا*** عن مُطْلِبٍ قاربٍ وُرَّادُهُ عُصبُ‏]‏

‏(‏طلح‏)‏

الطاء واللام والحاء أصلانِ صحيحان، أحدهما جنسٌ من الشجر، والآخر بابٌ من الهزال وما أشبهه‏.‏

فالأوّل الطَّلْح، وهو شجرٌ معروف، الواحدةُ طَلحة، وذو طُلُوحٍ‏:‏ مكان، ولعلَّ به طَلْحَاً‏.‏ ويقال إِبل طَلاَحَى وطَلِحة، إِذا شَكَتْ عن أكل الطَّلْح‏.‏

والثاني‏:‏ قولهم ناقةٌ طِلْح أسفارٍ، إِذا جهَدَها السَّير وهَزَلَهَا؛ وقد طَلِحَتْ‏.‏ والطِّلْح؛ المهزول من القِرْدان‏.‏ قال‏:‏

إذا نام طِلْحٌ أشعثُ الرّأس خلفَها*** هداه لها أنفاسها وزفيرُها

ومن الباب الطَّلاح‏:‏ ضدُّ الصَّلاح، وكأنَّه من سوء الحال والهُزَال‏.‏

‏(‏طلخ‏)‏

الطاء واللام والخاء ليس بشيء، وذكروا فيه كلمةً كأنَّها مقلوبة‏.‏ قال الخليل‏:‏ الطَّلْخ‏:‏ اللَّطْخ بالقَذَر‏.‏ ويقال الغِرْيَن الذي يبقى في أسفل الحوض‏.‏

‏(‏طلس‏)‏

الطاء واللام والسين أصلٌ صحيح، كأنَّه يدلُّ على ملاسة‏.‏ يقال لفخِذ البعيرِ إِذا تساقطَ عنه شعره‏:‏ طِلْس‏.‏ ومنه طَلسْت الكتابَ، إِذا محوته، كأنَّك قد مَلّسته‏.‏ فأمَّا الذّئب الأطلس فيقولون الأغبر، والقياس يدلُّ على أنَّه الذي قد تمعَّط شعره، فإِنْ كان ما يقولونه صحيحاً فكأنَّهُ من غُبْرته قد أُلبس طيلساناً‏.‏ والطَّيْلَسان بفتح اللام صحيح، وفيه يقول الشاعر‏:‏

وليلٍ فيه يُحسَبُ كلّ نجمٍ*** بدَا لكَ من خَصَاصَة طَيلسانِ

‏(‏طلع‏)‏

الطاء واللام والعين أصلٌ واحد صحيح، يدلُّ على ظهورٍ وبُروز، يقال طلعت الشمس طُلوعاً ومَطْلَعاً‏.‏ والمَطْلِع‏:‏ موضع طلوعها‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏حَتَّى مَطْلَِعِ الفَجْر‏}‏ ‏[‏القدر 5‏]‏‏.‏ فمن فتح اللام أراد المصدر، ومن كسر أراد الموضع الذي تطلعُ منه‏.‏ ويقال طَلَعَ علينا فلانٌ، إذا هجم‏.‏ وأَطْلَعْتُك على الأمر إِطْلاعاً‏.‏ وقد أطلعتُك طِلْعَهُ‏.‏ والطِّلاع‏:‏ ما طَلعت عليه الشمس من الأرض‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ‏"‏لو أنَّ لي طِلاَعَ الأرض ذهباً‏"‏‏.‏ ونَفْسٌ طُلَعَةٌ‏:‏ تتطلَّعُ للشيء‏.‏ وامرأةٌ طُلَعَةٌ، إذا كانت تكثر الاطّلاع‏.‏ والطَّلْع‏:‏ طَلْعُ النّخلة، وهو الذي يكونُ في جوفه الكافُور، وقد أطلعت النخلة‏.‏ وقوس طِلاَعُ الكفِّ، إذا كان عَجْسها* يملأ الكفّ‏.‏ قال أوس‏:‏

كَتُومٌ طِلاَعُ الكفِّ لا دونَ مِلْئِها*** ولا عَجْسُها عن موضِعِ الكفِّ أفضلا

ومن الباب‏:‏ استطلعتُ رأيَ فلانٍ، إذا نظرتَ ما الذي يَبْرُزُ إليك منه‏.‏ وطَلْعة الإنسان‏:‏ رؤيته؛ لأنَّها تطلُع، ورمى فلان فأَطْلَعَ وأشْخَص، إذا مرَّ سهمُه برأسِ الغَرَض‏.‏ وطليعة الجيش‏:‏ من يطَّلِع طِلْعَ العدوّ، والمُطَّلَع‏:‏ المأْتَى؛ يقال أين مُطَّلع هذا الأمر، أي مأْتاه‏.‏ فأمَّا قوله عليه السَّلام‏:‏ ‏"‏لافتدَيْتُ به من هول المُطَّلع‏"‏‏.‏ ومن الباب الطُّلَعاء‏:‏ القيء؛ يقال أطْلَع‏:‏ إذا قاء‏.‏

‏(‏طلف‏)‏

الطاء واللام والفاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على إهانة الشَّيء وطَرْحه، ثم يُحمَل عليه‏.‏ فالطَّلَف‏:‏ الهَدَر من الدِّماء‏.‏ وكلُّ شيء لم يُطْلَب فهو هَدَر‏.‏ قال‏:‏

حَكَمَ الدّهرُ علينا إنه*** طَلَفٌ ما نال منا وجُبارُ

والمحمول عليه الطَّلَف‏:‏ العطاء، ولا يُعطى الشَّيءُ حتّى يكون أمره خفيفاً عند المعطِي‏.‏ يقال أَطْلَفَني وأَسْلَفَني‏.‏ فالطَّلَف‏:‏ العطاء‏.‏ والسَّلَف‏:‏ ما يُقتضَى‏.‏ والطَّلَف‏:‏ الهيِّن‏.‏ قال‏:‏

وكلُّ شيءٍ من الدُّنيا نُصَاب به*** ما عِشت فينا وإنْ جلَّ الرُّزَى طَلَفُ

والطَّليف والطَّلَف متقاربان‏.‏ وقولهم إنَّ الطَّلَفَ الفَضْل، ليس بشيء، إلا أن يراد أنَّه الفاضل عن الشيء، لما ذكرناه‏.‏

‏(‏طلق‏)‏

الطاء واللام والقاف أصلٌ صحيحٌ مطّرد واحد، وهو يدلُّ على التَّخلية والإرسال‏.‏ يقال انطلقَ الرّجل ينطلق انطلاقاً‏.‏ ثمَّ ترجع الفروع إليه، تقول أطْلَقْتهُ إطلاقاً‏.‏ والطِّلْق‏:‏ الشيء الحلال، كأنَّه قد خُلِّيَ عنه فلم يُحظَر‏.‏

ومن الباب عَدَا الفرس طَلَقاً أو طَلَقين‏.‏ وامرأة طالقٌ‏:‏ ‏[‏طَلَّقها زوجُها‏]‏، وطالقةٌ غداً‏.‏ وأطلَقْتُ النّاقةَ من عِقالها وطَلّقتها فطلَقت‏.‏ ورجل طَلْق الوَجه وطليقُه، كأنَّه منطلق‏.‏ وهو ضدُّ الباسر؛ لأنَّ الباسر الذي لا يكاد يَهَشّ ولا ينفسِحُ ببشاشة‏.‏ وأهل اليمن يقولون‏:‏ أبسر المركب، إذا وقف‏.‏ ويقال طَلَقَ يدَه بخير وأطْلَقَ بمعنى‏.‏ وأنشد ثعلب‏:‏

اُطْلُقْ يديك تنفعاكَ يا رجُلْ*** بالرَّيث ما أرويتَها لا بالعَجَلْ

والطَّالق‏:‏ النّاقة تُرسَل ترعى حيث شاءت‏.‏ ويقال للظَّبْي إذا مرَّ لا يُلوِي على شيء‏:‏ قد تَطلَّق‏.‏ ورجل طَِلْق اللسان وطَلِيقُه‏.‏ وهذا لسانٌ طلق ذلق‏.‏

وتقول‏:‏ هذا أمرٌ ما تَطَلَّقُ نفسي له، أي لا تنشرح له‏.‏ ويقال طُلِّق السَّليم، إذا سكن وجعُه بعد العِداد‏.‏ قال‏:‏

* تطلِّقه طَوْراً وطوْراً تُرَاجِعُ*

فأمَّا قوله‏:‏

* كما تعتري الأهوالُ رأسَ المطلَّقِ*

فإنه يُروى كذا بفتح اللام‏:‏ المطلَّق، وهو الذي طُلِّق من وجع السّمّ‏.‏

ومن النّاس من يرويه ‏"‏المطلِّق‏"‏ بكسر اللام، فمعناه أنَّهم يسمُّون الرَّجلُ الذي يريد أن يُسابِقَ بفرسه المطلِّق، فالأهوالُ تعتريه، لأنَّه لا يدري أَيَسْبِق أم يُسْبَق‏.‏

قال الشيباني‏:‏ الطالق من ‏[‏الإِبل‏]‏ التي يتركُها الراعي لنفسه، لا يحلبها على الماء‏.‏ يقال‏:‏ استطلق الرّاعي لنفسه ناقةً‏.‏ وليلة الطَّلَق‏:‏ ‏[‏ليلةَ‏]‏ يخلِّي الرَّاعي إِبلَه إلى الماء‏.‏ وهو يتركها مع ذلك ترعى ليلتَئذ‏.‏ يقال أطلقْتُها حتَّى طَلَقَتْ طَلَقاً وطُلوقاً، وهي قبل القَرَب وبعد التحويز‏.‏

‏(‏باب الطاء والميم وما يثلثهما‏)‏

‏(‏طمن‏)‏

الطاء والميم والنون أُصَيْلٌ بزيادة همزة‏.‏ يقال‏:‏ اطمأنَّ المكان يطمئنّ طمَأنينة‏.‏ وطامنت مِنه‏:‏ سَكَّنت‏.‏

‏(‏طمي‏)‏

الطاء والميم والحرف المعتل أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على علو وارتفاع في شيءٍ خاص‏.‏ يقال طما البحرُ يطمو ويَطْمِي لُغتان، وهو طامٍ، وذلك إذا امتلأ وعلا‏.‏ ويقال طَمَى الفرسُ، إذا مرَّ مُسرِعاً‏.‏ ولا يكون ذلك إلاَّ في ارتفاع‏.‏

‏(‏طمث‏)‏

الطاء والميم والثاء أصلٌ صحيح يدلُّ على مسِّ الشيء‏.‏ قال الشَّيباني‏:‏ الطَّمْث في كلام العرب المسُّ، وذلك في كلِّ شيء‏.‏ يقال‏:‏ ما طَمَث ذا المرتعَ قبلنا أحد‏.‏ قال‏:‏ وكلُّ شيء يُطمث‏.‏ ومن ذلك الطَّامث*وهي الحائض‏.‏ طَمِثَتْ وطَمَثَتْ‏.‏ ويقال طَمَثَ الرَّجُل المرأةَ‏:‏ مسَّها بجماع‏.‏ وهذا في هذا الموضع لا ‏[‏يكونُ‏]‏ بجماع وحدهُ‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَانٌّ‏}‏ ‏[‏الرحمن 56 و74‏]‏، قال الخليل‏:‏ طمثْتُ البعير طَمْثاً، إذا عقلتهُ‏.‏ ويقال‏:‏ ما طمث هذه الناقةَ حَبْلٌ قط‏.‏ أي ما مسَّها‏.‏ وأمَّا قول عديّ‏:‏

* أو طَمْثِ العَطَنْ*

فقال قوم‏:‏ الطَّمْث‏:‏ الدَّنَس‏.‏

‏(‏طمح‏)‏

الطاء والميم والحاء أصل صحيح يدلُّ على علوٍّ في شيء‏.‏ يقال طَمَحَ ببصرهِ إلى الشيء‏:‏ علا‏.‏ وكلُّ مرتفعٍ طامح‏.‏ وطمَح ببوله‏.‏ إذا رماه في الهواء‏.‏ قال‏:‏

طويلٍ طامحِ الطّرف*** إلى مَفْزَعَةِ الكَلْبِ

ومن الباب طَمَحات الدّهر‏:‏ شدائِدُه‏.‏

‏(‏طمر‏)‏

الطاء والميم والراء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على معنيين‏:‏ أحدهما الوثب، والآخر وهو قريبٌ من الأوَّل‏:‏ هَوِيّ الشَّيء إلى أسفل‏.‏

فالأوَّل‏:‏ طَمَرَ‏:‏ وثَب؛ فهو طامر‏.‏ ويقال للفرسِ طِمِرٌّ، كأنَّهُ الوثّاب‏.‏ وطامرُ بن طامرٍ‏:‏ البرغوث‏.‏

والأصل الآخر طَمَرَ، إِذا هَوَى‏.‏ والأمر المطمِّر‏:‏ المهلك‏.‏ والأمور المُطَمِّرات‏:‏ المهلكات‏.‏ وطمارِ‏:‏ مكان يُرْفَع إليه الإنسان ثم يُرْمَى به‏.‏ قال‏:‏

إلى رجلٍ قد عَقَرَ السَّيْفُ وجهَه*** وآخرَ يَهوي من طَمَارَِ قتيلِ

ومن الباب‏:‏ طمرت الشَّيءَ‏:‏ أخفيتُه‏.‏ والمطمورة‏:‏ حفرةٌ تحتَ الأرض يُرمى فيها الشيء‏.‏

ومن الباب‏:‏ طَمَرت الغِرارةَ، إِذا ملأْتَها؛ كأنَّ الشيءَ قد رُمِيَ بها‏.‏

ومما شذَّ عن الباب الطِّمْر‏:‏ الثّوب الخَلَق‏.‏ وقولهم إنَّ المِطْمَر زِيجٌ للبنَّاء، فهو ممّا أعلمتك أنَّه لا وجهَ للشُّغلِ به‏.‏

‏(‏طمس‏)‏

الطاء والميم والسين أصلٌ يدلُّ على محوِ الشيء ومسحِهِ‏.‏ يقال طَمَسْتُ الخَطَّ، وطَمست الأثرَ‏.‏ والشيءُ طامسٌ أيضاً‏.‏ وقد طَمَسَ هو بنفسهِ‏.‏

‏(‏طمش‏)‏

الطاء والميم والشين لا قياسَ له، ولولا أنَّه في الشَّعر لكان من المشكوك فيه؛ لأنّه لا يُشِبه كلامَ العربِ‏.‏ على أنَّهم يقولون‏:‏ ما أدري أيُّ الطمْشِ هو‏؟‏ أيْ أيُّ النّاس والخلْقِ هو‏.‏ قال‏:‏

* وَحْشٌ ولا طَمْشٌ من الطُّمُوش*

‏(‏طمع‏)‏

الطاء والميم والعين أصلٌ واحدٌ صحيح يدلُّ على رجاءٍ في القلبِ قويٍّ للشَّيء‏.‏ يقال طَمِعَ في الشيءِ طَمَعاً وطَمَاعة وطماعِيَة‏.‏ ولَطَمُعْتَ يازيد كما يقولون‏:‏ لَقَضُو القاضي‏.‏ هذا عند التعجُّب‏.‏ ويقال امرأةٌ مِطْماعٌ، للتي تُطمِع ولا تُمْكِن‏.‏

‏(‏طمل‏)‏

الطاء والميم واللام أُصَيْلٌ يدل على ضَعَةٍ وسَفالٍ‏.‏ وأصله الذي يبقى في أسفل الحوضِ من الماء القليل والطِّينِ، يقال لذلك الطَّمْلَة‏.‏ يقال اطُّمِلَ ما في الحوضِ، وقد اطَّمَلَهُ، إذا لم يترك فيه قَطْرَة‏.‏ ثم يحملون على هذا فيقولون للمرأة الضَّعيفة‏:‏ طِمْلَة، وللرجل اللصّ طِمْل‏.‏ ويقولون‏:‏ إنَّ الطِّمْل‏:‏ الفاحش‏.‏ والله أعلم بالصواب‏.‏

‏(‏باب الطاء والنون وما يثلثهما‏)‏

‏(‏طني‏)‏

الطاء والنون والحرف المعتل كلمةٌ تدلُّ على مرضٍ من أمراضِ الإِبل‏.‏ يقال طَنِيَ البعير، إذا التصقت رئتُهُ بجنْبِهِ فمات، يَطْنَى طَنَى‏.‏ ويقال ما طَنِيتُ بهذا الأمر، أي ما تعرَّضْتُ له، كأنَّه يقول‏:‏ ما لصق بي ولا تلطَّخت به‏.‏

وأمَّا المهموز فليس من الباب في البناء، لكنه في المعنى متقارب‏.‏ يقولون‏:‏ إنَّ الطِّنْءَ‏:‏ الرِّيبة‏.‏ قال‏:‏

كأنَّ على ذي الطِّنْءِ عَيْناً رَقِيبةً*** بِمقْعَده أو منظرٍ وهو ناظرُ

وإِنما سميت بذلك لأنَّ الريبة مما يلطَّخ ويتلطَّخ به‏.‏

ومما شذَّ عن الباب الطنْء‏:‏ المنزل، وقد يهمز، وهو يبعد عن الذي ذكرناه بعداً‏.‏

ومما شذَّ أيضاً قولهم‏:‏ تركته بِطنْئِهِ، أي بِحُشاشةِ نفسِه‏.‏

‏(‏طنب‏)‏

الطاء والنون والباء أصلٌ يدلُّ على ثَبات الشَّيء و تمكنه في استطالة‏.‏ من ذلك الطُّنُب‏:‏ طُنُبُ الخِيام، وهي حبالُها التي تشدّ*بها‏.‏ يقال طَنَّبَ بالمكان‏:‏ أقام‏.‏ والإطْنابة‏:‏ المِظلّة، كأنَّها إفْعالة من طَنَبَ؛ لأنها تثبت على ما تُظلِّله‏.‏ والإِطْنابة‏:‏ سيرٌ يشدُّ في طَرَف وترِ القَوْسِ‏.‏

ومن الباب قولهم‏:‏ أطنب في الشيء إذا بالغ، كأنَّهُ ثبت عليه إرادةً للمبالغة فيه‏.‏ ويقولون‏:‏ طَنِبَ الفَرَسُ، وذلك طول المَتن وقوَّته، فهو كالطُّنُب الذي يمدُّ ثم يثبَّتُ به الشيء‏.‏ وكذلك أَطَنَبَت الإِبل، إذا تَبِعَ بعضُها بعضاً في السيرِ‏.‏ وأطنبت الرِّيح إِطْناباً، إذا اشتدّت في غُبار‏.‏ ومعنى هذا أن ترتفع الغَبَرة حتى تصير كالإطنابة، وهي كالمظلَّة‏.‏

‏(‏طنخ‏)‏

الطاء والنون والخاء كلمةٌ إن صحت‏.‏ يقولون طَنِخ، إذا بَشِم، ويقال إذا سَمِن‏.‏

‏(‏طنف‏)‏

الطاء والنون والفاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على دَوْرِ شيءٍ على شيء‏.‏ يقولون الطُّنُف‏:‏ حَيد في الجبَل يطنّف به‏.‏ ويقولون الطُّنُف‏:‏ إفريز الحائط‏.‏ والطنف‏:‏ السُّيور‏.‏ فأمَّا الطَّنَف في التُّهَمَة فهو من المقلوب، كأنَّه من النَّطَف، وقد ذكرناه في بابه‏.‏

ومما شذَّ عن الباب شيءٌ حُكيَ عن الشيباني، أن الطنف الذي يأكل القليل‏.‏ يقال ما أَطْنَفه‏.‏

‏(‏باب الطاء والهاء وما يثلثهما‏)‏

‏(‏طهي‏)‏

الطاء والهاء والحرف المعتل أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على أمرين إمّا على معالجة شيء، وإما على رِقّة‏.‏

فالأول‏:‏ علاج اللحم في الطَّبْخ‏.‏ والطَّاهي‏:‏ فاعل، وجمعه طُهاة‏.‏ قال‏:‏

فَظَلَّ طُهَاةُ اللّحْمِ من بين مُنْضِجٍ*** صَفِيفَ شِواءٍ أو قديرٍ مُعَجَّلِ

وقال أبو هريرة في شيء سُئِلَ عنه‏:‏ ‏"‏فما طَهْوِي إذاً ـ أي ما عملي ـ إن لم أحْكِمْ ذلك‏"‏‏.‏ وحكى بعضُهم طَهَت الإِبلُ تَطْهَى، إذا نَفَشَت باللَّيلِ ورعت، طَهْياً، كأنَّها في ذلك تُعالجُ شيئاً‏.‏ قال‏:‏

ولسنا لباغي المُهْمَلاتِ بقِرْفةٍ*** إذا ما طَهَى بالليلِ منتشراتُها

والأصل الآخر الطَّهَاء، وهو غيم رقيق، وطُهَيَّةُ‏:‏ حيٌّ من العرب، ومن ذلك اشتُقَّ‏.‏ والنسبة إليهم طَهَوِيّ وطُهْوِيّ‏.‏

‏(‏طهر‏)‏

الطاء والهاء والراء أصلٌ واحدٌ صحيح يدلُّ على نقاءٍ وزوالِ دَنَسٍ‏.‏ ومن ذلك الطُّهْر‏:‏ خلاف الدَّنَس‏.‏ والتطهُّرُ‏:‏ التنـزُّه عن الذمِّ وكلِّ قبيح‏.‏ وفلانٌ طاهر الثِّياب، إذا لم يدنَّس‏.‏ ‏[‏قال‏]‏‏:‏

ثيابُ بني عوفٍ طَهَارَى نقيّةٌ*** وأوجُهُهمْ عند المَسَافرِ غُرّانُ

والطَّهور‏:‏ الماء‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وأَنْزَلْنَا مِنَ السَّماءِ ماءً طَهُوراً‏}‏ ‏[‏الفرقان 48‏]‏‏.‏ وسمعتُ محمّد بن هارونَ الثَّقَفِي يقول‏:‏ سمعتُ أحمد بن يحيى ثعلباً يقول‏:‏ الطَّهور‏:‏ الطاهر، في نفسه، المُطَهِّرُ لغيرهِ‏.‏

‏(‏طهش‏)‏

الطاء والهاء والشين ليس بشيء‏.‏ وذُكِرتْ كلمةٌ فيها نظر، قالوا‏:‏ الطَّهْش‏:‏ فَساد العمل‏.‏

‏(‏طهف‏)‏

الطاء والهاء والفاء كالذي قبله‏.‏ على أنَّهم يقولون‏:‏ الطَّهَْفَ طعامٌ يتَّخذ من الذُّرة، ويقال هي أعالي الصِّلِّيان‏.‏ ويقولون‏:‏ الطُّهافة‏:‏ الذُّؤابة‏.‏ وكلُّ ذلك كلام‏.‏

‏(‏طهل‏)‏

الطاء والهاء واللام كلمةٌ إنْ صحَّت‏.‏ يقولون طَهِلَ الماء‏:‏ أَجَنَ‏.‏ والطهْلِئة‏:‏ الطين الذي يَنْحَتُّ منَ الحوضِ في الماءِ‏.‏

‏(‏طهم‏)‏

الطاء والهاء والميم أصلٌ صحيح يدلُّ على شيءٍ في خَلْقِ الإنسان وغيرهِ‏.‏ فحكى أبو عبيدة أنَّ المُطَهَّم‏:‏ الجميل التامّ الخَلْق من الناس والأفراس‏.‏ وقال غيره‏:‏ المَطَهَّم‏:‏ المكلْثَم المجتَمِع‏.‏ وهذا عندنا أصحُّ القولين؛ للحديث الذي رواه عليٌّ عليه السلام في وصف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏ ‏"‏لم يكن بالمطهَّم ولا المكلْثم‏"‏، وحكيت كلمةٌ إن صحّت، قالوا‏:‏ تطهَّمْتُ الطَّعامَ‏:‏ كرهته‏.‏

‏(‏باب الطاء والواو وما يثلثهما‏)‏

‏(‏طوي‏)‏

الطاء والواو والياء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على إدراج شيءٍ حتَّى يدرَج بعضُه في بعض، ثم يحمل عليه تشبيهاً‏.‏ يقال طويت الثَّوبَ والكِتاب طَيّاً أطويه‏.‏ ويقال طَوَى الله عُمر الميّت‏.‏ والطَّوِيّ‏:‏ البئر المطوية‏.‏ قال‏:‏

فقالت له‏:‏ هذا الطَّوِيُّ وماؤه*** ومحترقٌ من يابسِ الجِلْدِ قاحِلُ

ومما حمل على هذا الباب قولهم*لمن مضى على وجهه‏:‏ طوى كَشْحَه‏.‏ وأنشد‏:‏

وصاحبٍ لي طوى كشحاً فقلتُ لـه*** إنَّ انطواءَكَ عنِّي سوف يَطْوِيني

وهذا هو القِياس؛ لأنَّه إذا مضى وغاب عنه فكأنه أُدرج‏.‏

ومن الباب أطواء النّاقة، وهي طرائقُ شحم جنبيْها‏.‏ والطَّيَّانُ‏:‏ الطَّاوِي البطن‏.‏ ويقال طوِيَ؛ وذلك أنَّه إذا جاع وضَمُر صار كالشَّيءِ الذي لو ابتُغِيَ طيُّه لأمكن‏.‏ فإنْ تعمَّدَ للجوُع قال‏:‏ طَوَى يَطْوِي طَيَّاً، وذلك في القياس صحيح، لأنَّه أدرج الأوقاتَ فلم يأكلْ فيها، قال الشاعر في الطَّوَى‏:‏

ولقد أبيتُ على الطَّوَى وأظلُّهُ*** حتَّى أنالَ به كريمَ المأكلِ

ثم غَيَّرُوا هذا البناءَ أدنى تغييرٍ فزال المعنى إلى غيرهِ فقالوا‏:‏ الطَّاية؛ وهي كلمةٌ صحيحةٌ تدلُّ على استواءٍ في مكان‏.‏ قال قوم‏:‏ الطَّاية‏:‏ السَّطْح‏.‏ وقال آخرون‏:‏ هي مِرْبَد التَّمر‏.‏ وقال قوم‏:‏ هي صخرةٌ عظيمة في أرضٍ ذات رمل‏.‏

‏(‏طوب‏)‏

الطاء والواو والباء ليس بأصل؛ لأنَّ الطوب فيما أحسب هذا الذي يسمى الآجُرّ، وما أَظُنُّ العربَ تعرفه‏.‏ وأمَّا طُوبَى فليس من هذا، وأصله الياء، كأنها فعلى من الطِّيب، فقلبت الياء واواً للضمَّة‏.‏

‏(‏طوح‏)‏

الطاء والواو والحاء ليس بأصل، وكأنه من باب الإِبدال‏.‏ يقال طاحَ يَطيح‏.‏ ثم يقولون‏:‏ طاحَ يَطُوح، أي هَلَكَ‏.‏

‏(‏طود‏)‏

الطاء والواو والدال أصلٌ صحيح، وفيه كلمةٌ واحدةٌ‏.‏ فالطَّود‏:‏ الجَبَل العظيم‏.‏ قال الله سبحانه‏:‏ ‏{‏فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيْمِ‏}‏ ‏[‏الشعراء 63‏]‏‏.‏ ويقولون‏:‏ ‏"‏طَوَّدَ في الجبل، إذا طَوَّف، كأنه فعل مشتقٌّ من الطود‏.‏

‏(‏طور‏)‏

الطاء والواو والراء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على معنىً واحد، وهو الامتداد في شيءٍ من مكانٍ أو زمان‏.‏ من ذلك طَوَار الدَّار، وهو الذي يمتدُّ معها من فِنائِها‏.‏ ولذلك ‏[‏يقال‏]‏ عدا طَوْره، أي جاز الحدَّ الذي هو له من دارِهِ‏.‏ ثم استعير ذلك في كل شيء يُتعدَّى‏.‏ والطُّور‏:‏ جبلٌ، فيجوز أن يكون اسماً عَلَمَاً موضوعاً، ويجوز أن يكون سمِّي بذلك لما فيه من امتدادٍ طولاً وعَرضاً‏.‏ ومن الباب قولهم‏:‏ فعل ذلك طَوْراً بعد طَوْر‏.‏ فهذا هو الذي ذكرناه من الزَّمان، كأنَّه فَعَلَه مَدَّةً بعد مدة‏.‏ وقولهم للوحشيِّ من الطَّير وغيرها طُورِيّ وطُورانيٌّ، فهو من هذا، كأنَّه توحَّشَ فعدا الطَّورَ، أي تباعد عن حدِّ الأنيس‏.‏

‏(‏طوس‏)‏

الطاء والواو والسين ليس بأصل، إنّما فيه الذي يقال لـه الطَّاوُوس‏.‏ ثم يشتقّ منه فيقال للشَّيء الحسن‏:‏ مُطوَّس‏.‏ وحُكيَ عن الأصمعيّ‏:‏ تطوَّست المرأةُ‏:‏ تزينَت‏.‏ وذكر في الباب أيضاً أنَّ الطَّوْس‏:‏ تغطيةُ الشّيء‏.‏ يقال طُسْته طَوْساً، أي غطَّيته‏.‏ قالوا‏:‏ وَطَوَاس‏:‏ ليلةٌ من ليالي المَُِحَاق‏.‏

‏(‏طوع‏)‏

الطاء والواو والعين أصلٌ صحيحٌ واحد يدلُّ على الإصحابِ والانقيادِ‏.‏ يقال طاعَه يَطُوعه، إذا انقاد معه ومضى لأمره‏.‏ وأطاعه بمعنى طاعَ له‏.‏ ويقال لمن وافَقَ غيرَه‏:‏ قد طاوعه‏.‏

والاستطاعة مشتّقةٌ من الطَّوع، كأنها كانت في الأصل الاستطواع، فلما أسقطت الواو جعلت الهاء بدلاً منها، مثل قياس الاستعانة والاستعاذة‏.‏

والعرب تقول‏:‏ تطاوَعْ لهذا الأمر حتى تستطيعَه‏.‏ ثم يقولون‏:‏ تطوَّعَ، أي تكلَّف استطاعتَه، وأمَّا قولهم في التبرُّع بالشيء‏:‏ قد تطوَّعَ بهِ، فهو من الباب لكنَّه لم يلزمه، لكنَّه انقاد مع خيرٍ أحبَّ أن يفعله‏.‏ ولا يقال هذا إلاَّ في باب الخير والبِرّ‏.‏ ويقال للمجاهِدَةِ الذين يتطوَّعون بالجِهاد‏:‏ المُطَّوِّعة، بتشديد الطاء والواو، وأصله المتطوّعة، ثم أدغمت التاء في الطاء‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏الَّذِينَ يَلْمِزُونَ المُطَّوِّعِينَ مِنَ المؤمِنِينَ‏}‏ ‏[‏التوبة 79‏]‏، أراد ـ والله أعلم ـ المتطوِّعين‏.‏

‏(‏طوف‏)‏

الطاء والواو والفاء أصلٌ واحدٌ صحيحٌ يدلُّ على دَوَران الشيء على الشيء، وأن يُحفَّ به‏.‏ ثم يُحمل عليه، يقال طاف* به وبالبيت يطوف طَوْفَاً وطَوَافاً، واطَّاف به، واستطاف‏.‏ ثم يقال لما يدور بالأشياء ويُغَشِّيها من الماء طُوفان‏.‏ قال الخليل‏:‏ وشبَّه العجّاج ظلامَ الليلِ بذلك، فقال‏:‏

* وعمَّ طُوفانُ الظَّلاَمِ الأثْأَبَا*

و‏"‏غَمَّ‏"‏ أيضاً‏.‏ ومن الباب‏:‏ الطَّائف، وهو العاسُّ‏.‏ والطَّيْفُ والطَّائف‏:‏ ما أَطافَ بالإنسان من الجِنَّان‏.‏ يقال طاف واطَّاف‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏إِذا مَسَّهُمْ طَيْفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ‏}‏ ‏[‏الأعراف 200‏]‏، و‏{‏طائِفٌ‏}‏ أيضاً‏.‏ قال الأعشى‏:‏ وتُصْبِحُ عن غِبِّ السُّرَى وكأنَّما*** ألمَّ بها من طائفِ الجنِّ أولَقُ

ويقولون في الخيال‏:‏ طافَ وأطافَ‏.‏ ويُرْوَى‏:‏

أنَّى أَلَمَّ بكَ الخيالُ يُطيف*** وطوافه بك ذِكرةٌ وشُعوف

ويروى‏:‏ ‏"‏ومطافه لك ذِكرة وشُغوف‏"‏‏.‏ فأمَّا الطائفة من النّاس فكأنَّها جماعةٌ تُطِيفُ بالواحد أو بالشيء‏.‏ ولا تكاد العرب تحدُّها بعدَدٍ معلومٍ، إلاَّ أن الفقهاء والمفسِّرين يقولون فيها مرّة‏:‏ إنَّها أربعةٌ فما فوقها، ومرَّة إنَّ الواحد طائفةٌ، ويقولون‏:‏ هي الثَّلاثة، ولهم في ذلك كلامٌ كثير، والعربُ فيه على ما أعلمتك، أنّ كلَّ جماعةٍ يمكن أن تحُفَّ بشيء فهي عندهم طائفة، ولا يكاد هذا يكون إلاَّ في اليسير هذا في اللغة والله أعلم‏.‏ ثم يتوسَّعون في ذلك من طريق المجاز فيقولون‏:‏ أخَذْتُ طائفةً من الثَّوبِ، أي قطعة منه، وهذا على معنى المجاز، لأنَّ الطَّائفة من النَّاس كالفِرقة والقِطعة منْهم‏.‏ فأمَّا طائفُ القوسِ ‏[‏فهو‏]‏ ما يلي أَبْهَرها‏.‏

‏(‏طوق‏)‏

الطاء والواو والقاف أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على مِثل ما دلَّ عليه الباب الذي قبلَه‏.‏ فكلُّ ما استدار بشيء فهو طوق‏.‏ وسمِّي البِناءُ طاقاً لاستدارته إذا عُقِدَ‏.‏ والطَّيلَسان طاقٌ، لأنَّه يدور على لابِسه‏.‏ فأمَّا قولهم أطاق هذا الأمر إِطاقةً، وهو في طَوقه، وطوَّقْتُكَ الشَّيءَ، إذا كَلَّفْتُكَه فكلُّه من الباب وقياسِه؛ لأنَّه إِذا أطاقَه فكأنَّه قد أحاط به ودار به من جوانبه‏.‏

ومما شذَّ عن هذا الأصل قولُهم‏:‏ طاقةٌ من خيط أو بَقْل، وهي الواحدة الفَردةُ منه، وقد يمكن أن يتمحَّل فيقاس على الأوَّل، لكنَّه يبعُد‏.‏

‏(‏طول‏)‏

الطاء والواو واللام أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على فَضْلٍ وامتداد في الشيء‏.‏ من ذلك‏:‏ طالَ الشَّيءُ يطُولُ طُولاً‏.‏ قال أحمد بن يحيى ثعلبٌ‏:‏ الطُّول‏:‏ خلاف العَرض‏.‏ ويقال طاوَلْت فلاناً فطُلْتُه، إذا كنتَ أطوَلَ منه‏.‏ وطال فلاناً فلانٌ، أي إنه أطول منه‏.‏ قال‏:‏

إنَّ الفرزدقَ صخرةٌ ملمومةٌ*** طالت فليس تنالها الأوعالا

وهذا قياسٌ مطَّرد في كلِّ ما أشبه ذلك، فيقال للحبل الطِّوَل؛ لطوله وامتداده‏.‏ قال طرفة‏:‏

لعمرُكَ إنَّ الموتَ ما أخطأ الفتى*** لكالطِّوَل المُرخَى وثِنياهُ في اليدِ

ويقولون‏:‏ لا أكلِّمه طَوَالَ الدَّهر‏.‏ ويقال جملٌ أطوَلُ، إذا طالت شفتُهُ العليا‏.‏ وطاولَني فلانٌ فطُلْتُه، أي كنت أطولَ منه‏.‏ والطُّوَال‏:‏ الطَّويل‏.‏ والطِّوَال‏:‏ جمع الطَّويل‏.‏ وحكى بعضهم‏:‏ قَلانِسُ طِيال، بالياء‏.‏ وأمرٌ غير طائلٍ، إذا لم يكن فيه غَناء‏.‏ يقال ذلك في المذكَّر والمؤنث‏.‏ قال‏:‏

* وقد كلَّفُوني خُطَّةً غيرَ طائِلِ*

وتطاولتُ في قِيامي، إذا مددتَ رِجليكَ لتنظر‏.‏ وطوِّلْ فرسَك، أي أَرْخِ طويلتَه في مرعاه‏.‏ واستطالُوا عليهم، إذا قتلوا منهم أكثر ممَّا قتلوا‏.‏

‏(‏طوط‏)‏

الطاء والواو والطاء كلمتان إن صحَّتا‏.‏ يقولون‏:‏ إنَّ الطَّوطَ القطْن‏.‏ والطوط‏:‏ الرَّجلُ الطَّوِيل‏.‏